عدد المساهمات : 90 نقاط : 237 تاريخ التسجيل : 08/09/2011
موضوع: كان يامكان .... الأنترنت الجمعة ديسمبر 27, 2013 7:01 am
ماهي الانترنت ... أنت تقرأ موضوعي الآن ... كيف يحدث ذلك؟ من أين و الى أين تنتقل المعلومات؟ هل هي حروف كلمات .......... تشفير؟ كل هذه أسئلة
راودت الجميع وربما لم يجد لها اجابة نافعة و مقنعة فألغى فكرة السؤال و لكنه بقي يتعامل بالأنترنت ............ في هذا الطرح سنتطرق الى هذا الموضوع الشاسع ..................... بطريقة مبسطة حتى نتمكن من فهم ماهية الأنترنت من ألفها الى يائها ان شاءالله
في أوائل الستينات افترضت وزاره الدفاع الأمريكية وقوع كارثة نووية ووضعت التصورات لما قد ينتج عن تأثير تلك الكارثة على الفعاليات
المختلفة للجيش ، وخاصة فعاليات مجال الاتصالات الذي هو القاسم المشترك الأساسي الموجه والمحرك لكل الأعمال.
كلفت الوزارة مجموعه من الباحثين لدراسة مهمة إيجاد شبكه اتصالات تستطيع أن تستمر في الوجود حتى في حاله هجوم نووي ، وللتأكد بأن الاتصالات الحربية
يمكن استمرارها في حاله حدوث أي حرب.
وأتت الفكرة وكانت غاية في الجرأة والبساطة ، وهو أن يتم تكوين شبكه اتصالات Network ليس لها مركز تحكم رئيسي ، فإذا ما دمرت أحدها أو حتى دمرت
مائه من أطرافها فان على هذا النظام أن يستمر في العمل . وفي الأساس فان هذه الشبكة المراد تصميمها كانت للاستعمالات الحربية فقط. في ذلك الوقت لم يكن
أي نوع من الشبكات Networks قد بنيت على الإطلاق ولهذا فان الباحثين تركوا لخيالهم … وأسسوا شبكه أطلق عليها اسم شبكه وكالة مشروع الأبحاث
المتقدمة
Advanced Research Projects Agency Network
وذلك كمشروع خاص لوزارة
الدفاع الأمريكية ، وكانت هذه الشبكة بدائية وتتكون من أربعه كمبيوترات مرتبطة ببعضها بواسطة توصيلات التلفون في مراكز أبحاث تابعه لجامعات أمريكية. لقد
جعلت الوزارة هذه الشبكة ميسره للجامعات ومراكز الأبحاث والمنظمات العلمية الأخرى ولأجراء الأبحاث من اجل دراسة إمكانيات تطويرها ، ونتيجة لهذا
الوضع فان ARPANET قد نمت بشكل ملحوظ ، والشبكة التي كانت بسيطة تحولت إلى نظام اتصالات فعال.
السنوات التي تلت جاءت معها بتغييرات كثيرة ، وفي ذلك الوقت فان الوصول للشبكة كان قاصرا على الجيش والجامعات والباحثين ، ونتيجة لهذا الوضع فلقد
أصبحت ARPANET عبارة عن شبكه تتكون من شبكات ذات مفاتيح وأطراف متعددة ، وترسل المعلومات فيها باستخدام تقنية تفتيتها إلى مجموعات Packets
اصغر ، تتحرك بحريه واستقلالية من طرف إلى أخر لتصل إلى مبتغيها.
كان هذا المشروع غير معروف حتى سنه 1980 حين تم إظهاره للضوء ، ومنذ ذلك الحين فان التغييرات أصبحت تحدث بسرعة كبيره واستمر هذا النظام في الاتساع.
ما بين سنه 1982و1985 كانت ولادة الانترنيت فلقد انقسمت ARPANET سنه 1983 إلى قسمين ARPANET و MILNET واستخدمت الأولى
في جهود الأبحاث المدنية أما MILNET فاحتفظ بها للاستخدامات العسكرية.
منذ سنه 1980 فان شبكات جديده عديدة تكونت لخدمه بعض الفئات والمنظمات …إحدى هذه الشبكات كانت للمجتمعات الأكاديمية ، وأخرى لمنظمات أبحاث
الكمبيوتر حيث وصلت الباحثين بعضهم ببعض ليتشاركوا في المعلومات.
في سنه 1986 فان مؤسسه العلوم الوطنية National Science Foundationشبكت الباحثين بعضهم ببعض في كافه
أنحاء الولايات المتحدة من خلال خمسه كمبيوترات عملاقة ، وسميت هذه الشبكة باسم NSFNET . لقد تكونت هذه الشبكة من مراكز لخطوط الإرسال المتكونة
من الألياف الضوئية ومن الأسلاك العادية ، وبمساعده الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والموجات الدقيقة Microwave وذلك كي تحمل كميات هائلة من
المعلومات التي تتحرك سريعا جدا ولمسافات بعيده … إن هذه الشبكة NSFNET كونت العمود الفقري للبنية التحتية للانترنيت وخاصة بعد أن رفعت الحكومة الأمريكية يدها عنها.
بدأت تقديم خدمه الانترنيت للناس عمليا في سنه 1985 وكان عدد المشتركين يتزايد بشكل كبير واصبح الانترنيت الآن وكما هو جلي اكبر شبكه في تاريخ البشرية.
الانترنيت يعتبر حقيقة أحد الظواهر… ولربما يعتبر انه اكثر التطورات التي حدثت في وسائل الاتصالات البشرية بعد اختراع التلفون.
لا تحاول البحث عن المركز الرئيسي للانترنيت في أي مدينه بل وفي أي مكان في العالم لسبب بسيط هو أن الانترنيت ليس له إدارة أو مركز رئيسي على
الإطلاق. ويبدو أن ذلك غير مقنع لكثير من الناس ولكن الحقيقة أنه لا توجد إدارة مركزية للإنترنت وبدلا من ذلك فإنه يدار من تشكيلة من آلاف شبكات الكمبيوتر
التابعة للشركات والأفراد كل منهم يقوم بتشغيل جزء منه كما يدفع تكاليف ذلك . وكل شبكة تتعاون مع الأخرى لتوجيه حركة مرور المعلومات حتى تصل لكل منهم
وبمجموع هؤلاء تتكون الشبكة العالمية ولهذا
لا يملك أحد الانترنيت ... هناك ملايين خلف هذه الشبكة يتشاركون في مكوناتها ، وهؤلاء سواء كانوا أفرادا أو منظمات أو شركات غير مستقرين في الغالب ،
ودائما يقومون بالتغيير بل ويتبدلون أنفسهم ولكنهم دائما في نمو وتزايد دائم كل لحظه... وهناك مواقع تضاف دائما ومواقع تتغير عناوينها أو تندثر .
أن نظام الإنترنت أو ما يسمى بروتوكول الإنترنت Internet Protocol تعتبر ملكيته عامه ويحظى بدعم من كل الشركات الصانعة للأجهزة المستخدمة في
الإنترنت ، ونتج عن هذا الدعم نمو هائل لهذه الشركات ، ويسير هذا النمو متوازيا مع السرعة الكبيرة في نمو الإنترنت.
إن من أهم صفات الإنترنت أنه نظام مفتوح ، وهذا يعني أنه يقبل أي نوع من أجهزة الكمبيوتر سواء كان منها ما يسمى غير المتلائم Incompatible مثل
كمبيوترات ابيل ماكينتوشApple Macintosh أو الأميجا Amiga أو الأجهزة المتلائمة مع كمبيوتر أي بي إم Compatible IBM. وكذلك يمكن
استخدام الكمبيوتر النقال Laptop بوصله بالتلفون النقال Mobile phone، وفي القريب سيكون استقبال الإنترنت عن طريق التلفزيون أيضا وذلك باستخدام
جهاز محول خاص Decoder يمكن وضعه فوق التلفزيون أو أن بإدماج لوحة محول بيني إليكتروني مع إليكترونيات التلفزيون الداخلية.
أن افضل تعريف للانترنيت وابسطه هو أنه اكبر شبكه كمبيوتر في العالم ، ففي سنه 1997 قدرت شبكه الانترنيت بأنها مكونه مما لا يقل عن ست عشر مليون
مشترك ، بينما قبلها بعام واحد فإن العدد لم يزيد عن خمسه ملايين ، أما سنه 1998 فلقد تخطت أعداد الكمبيوتر المشتركة عدد الخمسين مليون. وساهمت السرعة
الكبيرة في انخفاض أسعار أجهزه الكمبيوتر والعدد الكبير المتزايد من الذين يزودون خدمه الإنترنت في الارتفاع المتواصل والمستمر في أعداد المشتركين. إن كل
ما يحتاجه المشترك هو أن يكون جهازه مزودا بقطعه المودم ، وهي أداه إلكترونية تجعل الكمبيوتر قادرا على التعامل مع خط التلفون.
لقد ساهم في سرعة نمو الإنترنت قدرته على أن يصل شبكات مختلفة التكوين والمصادر مما أعطى المستخدمين الحرية في اختيار الأجهزة وبدون قيود.
إن تكاليف المشاركة في استخدام الإنترنت تختلف من بلد لآخر، ولكنها في البلاد المتطورة مخفضه سواء كان ذلك للفرد العادي أو للمؤسسات الكبيرة. بالنسبة
لاشتراك الأفراد فالتكلفة رمزية أما بالنسبة للمؤسسات الكبيرة فان الاتصال بالإنترنت بواسطة استئجار الخط لا يزيد عن بضع مئات من الدولارات وإذا كان لدى
المؤسسة شبكه محلية وتم وصل هذه الشبكة بالإنترنت فانه فورا سيكون كل مستخدم لهذه الشبكة على اتصال بالإنترنت. يضاف لذلك كله أجرة الخط التلفوني الذي
يتم حسابه على تعريفة المكالمات المحلية
طبعا الموضوع لم ينتهي لانها مجرد بداية تعرفتم من خلالها عن السببالرئيسي في ابتكار الآنترنت و التي مازال الدافع أو نية المبتكر الأول تتوارث الى اليوم
أفكار حربية وخطط وتدمير مجتمعات بوسائل وطرق شتى منها أكبر آلة حربية (الأنترنت) نواجهها نحن ضعفاء العلم و الارادة ..........فماذا أعددنا لهم ؟
سؤال صعب و اجابته أصعب ............
نلتقي أحبتي في الجزء الثاني من كان...... يامكان الأنترنت ان شاء الله